السبت، 12 أبريل 2025

في مسقط القناع ساقط

 

في مسقط القناع ساقط

مدريد : مصطفى منيغ

تم اللقاء المبدئي بعيداً عن أي تشنج بل في جو ترفرف عليه الراية البيضاء المرفوعة  من لدن الطرفين ، عسى الخروج من طول مرحلة احتوت من المآسي ما مَلَّت بمعايشتها رؤوس الدولتين ، محرِّكة بإزعاجٍ خطيرٍ الانتباه المُنَبِّه عن بُعدٍ لوضع خِطَطِ هَجمَتين ،  متبادَلتين ، تُعرضان حكماء البلدين لمسحِ أي حِكمة اجتهدوا للتَّمَيُّزِ بها أكثر من عقدين ، تُمْسَحُ من عقولهم في أقل من ثانيتين . تَمَّ اللقاء ولو في غرفتين منفصلتين لكنه كان مثمراً على الساحتين ، لتتخلصا مع تطور المفاوضات الجارية من توترات مصبوغة أحيانا باللونين ، أسود اللاَّتفاهم العقيم و أحمر دم التقاتل من سنين . يقود المفاوضات من هذا المستوى السيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الاسلامية الإيرانية على رأس وفد هام من الخبراء الإيرانيين ، بينما يرأس السيد   ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي لمثل المهمة صحبة وفد من المسؤولين الأمريكيين ، بالتأكيد سيطال الكلام البرنامج النووي الإيراني العمود الفقري لكل اتفاق مستقبلي قد يقع ينهي معاناة الشعبين ، ومن خلفهما إيقاف ما يجري في منطقة الشرق الأوسط عامة  وخاصة المعنيين ، المملكة السعودية والمتشبثة بذيلها الامارات الغير المرتاحين ،  لما قد يذهب اليه رئيس أمريكا ترامب من تفاهمات تعطي الأمان للإيرانيين ، بعدم التدخل فيما يخص قضاياهم المعلقة ستظل مع السعوديين ، مَن حتى الساعة لإفشال مثل المحاولة التي ادخلت عاصمة سلطنة عُمان تاريخ الصراع بين قطبين ، عربي / فارسي عن أمرٍ ما خطير وحيثياته بقيا متخاصمين ، فإن نجحت المفاوضات وهذا ما يرغب فيه الجانب الأمريكي لما فيه إنقاذ إسرائيل مما أصبحت غارقة فيه من الرُّكنين ، العسكري المتقهقر وإن غطت حكومة نتنياهو مثل الحقيقة حتى على أقرب حلفائها والاجتماعي المنقسم على ذاته لشطرين ، الأول ينشد المغادرة ما دامت دولة إسرائيل لم تحق   >ق لملايينه من اليهود الاستقرار الموعود لسببين ، سوء تدبير سياسة استعمال القوة المفرطة للحصول على طرد الفلسطينيين من ديارهم بغير حق ولو على دفعتين ، فتوسيع نطاق حربها ضد العرب لتشمل دول فلسطين ولبنان وسوريا واليمن بما يعني الاستمرار في مثل المحنة لجيلين قادمين ، أجل التفاهم الأمريكي الإيراني تحصد مفعوله الايجابي إسرائيل قبل غيرها بالإبقاء على المنتسبين والمؤيدين والمساعدين لها مُتَّحدين ، ثم إيران التي قد تحقِّق أمنيتها في امتلاك القنبلة النووية لتبرير كل مواقفها السابقة القائمة على الصواب أو الخطأ لإرضاء معارضيها المحليين ، فتحوِّلهم إلى المشاركة العملية لما تتطلبه مرحلة ما بعد انجازها مثل الانتصار النووي وهم لها واستقرارها مِن أقوى المساهمين ، أما الخاسرة الكبرى فستكون المملكة السعودية لتتصرَّف بما يغضب عنها لا محالة الولايات المتحدة الأمريكية فتكون إن الفاعل حصل حافرة لنفسها والامارات كنظامين قبرين لبعضهما البعض متلاصقين .

السبت 12 أبريل سنة 2025

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير اعالمي لحقوق الانسان في

سيدني – أستراليا

الخميس، 10 أبريل 2025

المغرب وجل الشعب غاضب / 4من5

 

المغرب وجل الشعب غاضب / 4من5

مدريد: مصطفى منيغ

لم تكن الدولة عندنا مخلصة إلاَّ لنفسها ، ومَن سخَّرَتهم لدوام حُكامها ، أغدقت عليهم بسخاء من أجل تلك المهمة الوحيدة وليس مِن جيبها ، بل من عرق من بهم أصبحت دولة في العالم لا مثيل لها ، صباحُها إمارة لمؤمنيها  وظهيرتها آمِرة لموظفيها ومساؤها ترتيبٌ لمداخلها ، قد لا ترحم كالزمن إن لم يحتاط أي كان من بطشها ، إن نطق بكلمة لا ترضاها ، ولطيفة لطف محتاجة لتمرير قرار يعزز مكانتها ، بسلمٍ اجتماعي مهما كان مؤقتاً لا يهمها ، المهم خادماً يكون لوضعيتها كوضعها ، بين دولٍ  كإسبانيا مهما صرَفت مِن جهدٍ صوبَ رعاياها ، ميزان استقرارها الكُلِّي معطَّل لحدٍّ ما عن خدمتها ، بسبب الديمقراطية المطبَّقة عندها ، ضد الجمود والانزواء والتهميش والإقصاء وإتباع أي سياسة لا جَدوَى منها ، بل حركة ايجابية مستمرَّة مختلطة بصُراخِ فريقٍ وهدوء عابرٍ لآخر وركوض مُنظَّمٍ مُنتظِمٍ حسب مقتضيات تطوير وتنظيف وتوسيع وصيانة دروبها ، في تنافسٍ مبارك بين الحاكمين والمحكومين يُفرز نبوغاً مسخراً بشفافية لفائدة إجماع مواطنيها ، تربيتهم الحميدة المحمودة عمودها الفقري أنهم سواسية في كل شيء أمام القانون وما في البلاد منها لها ، لا مبلغ مصروف مِن متدبري شأنهم العام الا بدليل مدروس كمسؤول وحيد وعديد مراقبين تابعين لمؤسساتها ، المنتخَبة عن جدارة ووعي يرافقان التوافق العام لشعوبها ، الراقية في تفاهماتها للعيش حرة كريمة تَتحكَّم في حُكَّامها ، فأين هذه مِن تلك كأنها "إنَّ" خارجة في الإعراب عن قاعدة أخواتها ، ونحن لاَمَنَا الصَّبر الزائد عن حدِّهٍ حينما هدَّ تحوُّل بعضنا من أسدٍ لخرفان كلَّ نضالنا لإنقاذ يومنا من غدها ، وقد استحلت وقفات من يقف منا في سرعة فائقة قبل إتمام توقيت رخصته بمزاج سياستها ، وكأنها بذلك ترفه على نفسها وسيمفونية عزف الحناجر لحنا مُكَرَّرا يُبعِد الَملَلَ عن كبرائها ، ضاربين الفعل والفاعلين بحجر إشهاري واحد لفهم رسالته يتأتى الفراق بين هدف معظمنا وهدفها ، إذ هناك معادلة ناقصة أرقام صحيحة يصعب التوصل لحلها  ، بما نراه من بعض نقابات تتأخر خطوات الي الوراء منذ تأسيسها ، بما تتوصل به من إطفاء نارها قبل اشتعالها حفاظا على مظهرها من عليان جوهرها ، إذ جل  المرتبطين بالدفاع عن الحقوق عندنا في حاجة لإبعادهم عن تخطيطات النافذين فيها ، المالكين سبل اعتماد ما يقرب الباطل لحمايتها ، الذين إن استبدلوه بالحق ضمنوا لفائدتها ، احترام الشعب القادر بعد الخالق سبحانه و تعالى عادِلًة مُنصفة  أن يبقيها .

... أوقفتني العزيزة "كارمين" حتى نتهيأ لتلبية دعوة بعض الإخوة المبعوثين من طرف "البهلولية" القادمين من بروكسيل لمناقشة بعض المواضيع التي لا يمكن الخوض في جذورها إلا مع مغربي له في مدينة القصر الكبير معرفة بأسر يهودية عديدة وخصوصا ما تركته هناك من أملاك عقارية يعمل أبناؤها بما يكفل العودة لها في أحسن الظروف ، ولهم ما يؤكد انتسابهم للمدية وكل الوثائق المسهلة عليهم المأمورية من ألفها إلى يائها ، خاصة وهم كارهون البقاء في إسرائيل المرتكبة حكومتها فظائع جرائم لا توصف في حق الفلسطينيين عامة وأهالي قطاع غزة خاصة دون رادع أو موقف لتلك الإبادة الجماعية المحرمة دينيا قبل القوانين الدنيوية المعمول بها قبل أن تفقد قوة تنفيذها على المعتدين أينما كانوا  وكيف ما كانوا ، قلت لها للمملكة المغربية تمثيليات دبلوماسية على مستوى قنصليات وسفارة في مدريد فلهم الاتجاه صوب أحداها ، وهناك سيجدون الترحيب و التكريم لما للحكومة المغربية من اتفاقية تطبيع ، كأجمل هدية قدمها رئيس الحكومة السابق " العثماىي " وحزبه " حزب العدالة والتنمية" لإسرائيل ملحقا ما يؤكد أن الشعب بالنسبة لهؤلاء السياسيين حينما يتربعون كراسي الحكم في المملكة المغربية ، ينسون وجوده بل ويضربون بإرادته عرض الحائط ، دون تفكير أن ما وصلوا اليه آخره العودة للشعب ما دام هو البداية والنهاية بالنسبة لهم . قالت لي : "إن كانوا يرعبون في ذلك لاتصلوا بمثل هؤلاء الدبلوماسيين المغاربة وهم في المملكة البلجيكية ، لكنهم أصروا على اللقاء بك والاستماع لك وقد تأثروا من قبل بما كتبته أستاذ مصطفى منيغ ومنذ سنين عن مدينتهم ومدينتك القصر الكبير، وبعض ذكرياتك مع يهود سكنوا مجاورين لسكناك ، وما ترتب عن ذلك من اطلاع وثيق عما ملكوه هناك أو تصرفوا فيه كحقهم المشروع .

  مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

سفير السلام العالمي

المغرب وجل الشعب غاضب /3من5

 

المغرب وجل الشعب غاضب /3من5

مدريد مصطفى منيغ

الهدوء مهما طال يعقبه ما قد يسوء ، في مضمون سياسة غرض واضعيها الاستحواذ بغير الشرعي  موبوء ، يطال أي يانِع  مهيأ طبيعيا لقوت العامة وعن احتياجها غير مَفْيُوء ، ليُحوَّل للمحسوبين على أصابع يدين عنوة باستفزاز وظلم وإبعاد المصلين عن الوضوء ، الجاعلين من يأكل من جيوبهم قَيُوء ، إذ معدة متعوِّدة على هضم الحلال تقذف بما دون ذلك فهي لداحر الشر وتغيير المنكر المندفع الباسل التام الكُفُوء ، خلاف هؤلاء مَن مخطَّطهم منذ الاستقلال بالعيوب  مَعْبُوء ، وبالكمائن الشيطانية ترسيخاً لمصالحهم الضيقة الذاتية المُحصَّل عليها حتى الآن قهراً وبغير حق رصيدهم في الأبناك بالعملات الصعبة مملوء ، رغم المضروب عليه من باب الاحتياط عنوانه المتسرِّب مضمونه للواعين مقروء .

... رأوا في مدينة القصر الكبير  خطراً داهما كل مُعوَّجٍ يُمَدُّ به ما كان سائداً أيام الاحتلال الاسباني مِن لدن بعض أناس استغلُّوا انبطاحهم للمحتلِّ فحصلوا على امتيازات نقلتهم من عراة حفاة إلى أسياد تتعالى أعناقهم على الرجال المساهمين مباشرة في عمليات المقاومة وجيش التحرير داخل أماكن طواها النسيان المقصود حتى تُطمسَ البداية الحقيقية لمطالبة الأحرار بطرد الدخلاء الاسبان وشركائهم في الاعتداء على حرمة المغاربة والمغرب الفرنسيين ، أماكن مُنِح مِن أجل مسح آثارها ما توصَّل به نفس الأذناب ليتنافسوا على خدمة كل مَن يناشد إهمال المدينة برمَّتها لتركب مدن أخرى موجة مصالح جهات معينة لها يد فيما حدث بعد ذلك من اضطرابات أفرزت مناضلين من عيار ثقيل يتقدمهم الراحل المهدي بن بركة الذي كانت له في القصر الكبير  لبنة يعوَّل عليها لنصرة كفاحٍ سياسي سلمي يمنح لكل مستحق حقه ، وهذا ما جعل الحزب الذي أسسه "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" يحظى في مدينة القصر الكبير بما ساعد على انتشاره السريع في شمال المغرب قاطبة ، ومِن هنا تولَّدت بعمق أعمق رغبة نظام حاكم ، لجعل القصر الكبير أخر مدينة تنعم بالتقدم مهما حاولت أو كرَّس أبناؤها مِن مجهود يستحق الريادة مهما كان المجال ، وحتى لا يطغى الماضي بما حمله من أثقال لا تسر أحداً إن تناولنا بتفصيل مدقق ولو لبعض أحداثه المؤسفة ، التي تحملت القصر الكبير أعباء آلامها بصبرٍ خُرافي وتعقل مثالي وترك الأيام جاعلة التغيير الإلزامي لاسترجاع ما تستحق هذه المدينة المجاهدة وكلمتها مرفوعة واستعداداً متجدِّداً لطموحاتها الكفيلة بإسراع ما يجعل منها مقام الصالحين

كعهدها بهم ، والناجحين من علماء وأدباء وأصحاب رأي سديد يساعد المغرب الواصل لمغربيته المغربية طال الأمد أم قَصُر، فنصل وبعجالة إلى موقف عز نظيره تصريحا وفعلا بطله الصديق المرحوم "محمد بوخلفة" وقد كان ساعتها رئيساً للمجلس البلدي لمدينة القصر الكبير ، حينما وقف صارخا : "لسنا في عصر لويس الرابع عشر، حتى أُحْرَمَ من الكلمة في هذا الاجتماع ، ليعلم الجميع التهميش والإقصاء المسلطان على المدينة التي أتشرف بتمثيلها ، العاقدة العزم على استرجاع حقها المشروع في الاستثمار العمومي الوطني بكل الوسائل المتاحة " ، كان يخاطب في تصريحه الحماسي ذاك عامل إقليم تطوان (محافظ محافظة تطوان) الراحل "اليعقوبي بن عمر" الذي أشار إلي أن ألتحق به كسكرتيره الخاص المُشرف على شؤون المجلس الإقليمي وأصغر موظف عرفته تلك العمالة (المحافظة) لأتسلم منه ورقة كتب فيها ما يلي : "اجعل بوخلفة أن يبقى ولا يغادر حتى أراه بمكتبي على انفراد " ، قمتُ بالمهمة على أحسن وجه وذلك لثقة بوخلفة أنني سأكون بجانبه كمنتسب لمثل المدينة المؤيد لمسعاه بكل قوة ، وقبل اللقاء الذي لا زال منقوشا بأدق تفاصيله في ذاكرتي ، اتصلتُ بالعامل لتلطيف الجو  المكهرب وإبعاد أي قرار قد يتخذه يلحق الأذى ببوخلفة من قريب أو بعيد ، قبل أن أنطق بحرف بادرني السيد العامل بقوله : "أعلم أنه قَصريٌّ مثلك وتود أن نعامله برأفة وقد ارتكب بما صرح به في الجلسة ما يستحق عليه دفع الثمل غالياً " ، أجبته : "تعلمون سعادة العامل ما وضعية بوخلفة وسط القصر الكبير ، وتعلق القصريين به لدرجة قيامهم بما قد يضيف لما نعانيه من غليان شعبي ما نحن في غنى عنه ، لذا أرى مِن صالح تثبيت الهدوء أن تتجاوزوا عما صدر منه وتكتفون بتوبيخه توبيخاً بسيطاً ‘ إذ مهما يكن فالرجل وطني محب لوطنه نواياه أساسا حسنة ، تمعن لحظة ثم استطرد : "لكن عليَّ أخبار وزير الداخلية بما جرى ؟؟؟ ، قلتُ له بنبرة رجاء : "معالي وزير الداخلية مشغول هذه الأيام كما تعلمون بما هو أهم ، يكفى بتلميح مُختصر لرئيس قسم الشؤون العامة / السياسية حتى يترفَّع عن الموضوع بدوره (محمد بناني) وينتهي الأمر كما يحب الجميع" ، طبعاً اقتنع السيد العامل بنصيحتي ، ولما استقبل السيد بوخلفة أخبره صراحة بحظه بوجود أحد القصريين مصطفى منيغ سكرتيره الخاص ، الذي له الفضل في الخروج من عثرته هذه سالماً ، فطلب منه عدم الاندفاع بكلام قد لا يشعر بخطورته إلا بعد فوات الأوان ، وهكذا انطلاقا من منصبي داخل تلك الإدارة تعرفتُ على أسرار ما كنتُ لأبوح بها متعلقة بمن كان يخدم مصلحة القصر الكبير ومَن كان يجعل القصر الكبير خادمة له  ، وأيضا جزءا لا يستهان به من تعليمات تخص تضييق الخناق على هذه المدينة ومواجهة بعض الأسماء فيها بما يعترض طريقهم من تفويت أي فرصة كانوا يحلمون بها عنهم ، ليظلوا كما كانوا تجوز في حقهم الصدقة . 

  مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

سفير السلام العالمي


الثلاثاء، 8 أبريل 2025

المغرب وجل الشعب غاضب / 2من5

 

المغرب وجل الشعب غاضب / 2من5

مدريد : مصطفى منيغ

مُقرفٌ للغاية مهما كان مُتصوِّرا ذاته الأهم ما في الساحة (المنظمة بغير قانون إلا برغبة كل مشرف على حِدَة بالتناوب ما بين مهرجان الانتخابات إلى ما يشبهه بعد أربع سنوات)  بإشارة متواضعة منه يغلق الباب أمام طارقٍ لا يستصيغه مِن هؤلاء المعارضين في عُرف مَن يصدِّقهم ماداموا في حاجة إلى تصديق مَن يتعالَى مع صوته في شوارع العاصمة بترخيص من الحكومة لعلمها المُسبَق بمداه وما يحصل عن ذات المهمَّة أغلب الأوقات سِراً دون أن يشعر أنه مُسَجَّل وما يقوم به مِن مسكِ ما يمسكُ بالصوت والصورة داخل مكتب معيَّن مُهيَّأ لمثل الغاية لإدارة وصيَّة على كل فرد مِن الشعب  منذ لحظة ولادته إلى أخرى تاركاً أثناءها الدنيا وراءه لمن بعده في تكرار مُسلسلٍ يضمهم فضاء لا شيء يحدث داخله بالصدفة إذ لكل حركة قسم في نفس الإدارة مختص بما لها وما عليها ما وراءها ومن أمامها وكل الحلول المعدة لمواجهتها  بما تستحِقُّ مِن مواجهة بسيطةٍ أو مَسحٍ مُطلقٍ وكأنَّ شيئاً لم يكن لا اليوم ولا البارحة ، في استرسال لاختفاء الحقائق بواسطة عِلْمٍ لا يُحسَب على العلوم ، بل هو أقرب لتطبيق أفعال لا يقدر على القيام بها إلا مَن كان ضميره يتحمَّل مثل الصدمات ذي عيار التيار الكهربائي الجد عالي ، ومِن هذه الجزئية يتفرَّع فن الإبقاءِ على الاستقرار الذائع الصيت ، كمكسبٍ ثمين لهذا البلد العظيم التحَكُّمِ حتى في إعادة الميل ليصعد الأسفل للأعْلَى وهو محافظ على نفس الانحناء كمعجزةٍ تُفرِزُها حيوية عِصِيٍّ في عزفها سيمفونية استمرارية أحوال الطاعة العمياء عما هي عليها من عقود ، وفي ذلك تكمن عبقرية الإدارة في تحصين النظام من كل هبوب ريح لا يناسب القوانين ذي الواجهة الاستثنائية الأخرى الغير مُطالَب مَن يطبِّقها بأي مساءلة ، حتى من لذن المحكمة الدولية لانعدام دلائل تنسج  بأية خيوط مهما كانت نحافة سمكها الواصلة حد استعمال مجهر الأبحاث العلمية الجنائية ،  أو غليظة المخلفات البينة المصبوغة بالمادة السحرية المعششة تهيُّؤاتها في مخيخ الخائف فهو صم بكم مشلول الإجابة عن أي سؤال في الموضوع المطروح من أي كان .

... ما يٌفَكَّر فيه بعد تنسيق قراءات التقارير الواردة من متخصصين في التجسُّس على الناس مهما كانت مرتباتهم الوظيفية المدنية الصرفة أو الأمنية بكل الفروع المبتدئة بتسجيل ما يتداول في المقاهي والمنتهية بما يجول في عقليات مسؤولي المكاتب أكانت حيوية سامية أو عادية تتجمع حولها زعامات بعض أحزاب معيَّنة أو بعض نقابات درجة ثانية أو ثالثة وما أكثرها في هذا البلد المستقر الأمين من عشرات السنين بما يجعل وقائعه المنفذة خلف ستائر معروفة لا خوف على حراسها الدائمين ولا هم يحزنون ، المحروم معظم عماله وعاملاته مهما كان القطاع المنتمين اليه من حقوقهم كاملة غير ناقصة وبشاهدة كل الملاحظين النقابيين الدوليين النزهاء . ما يُفَكَّرُ فيه انطلاقا من ذاك المقام المنزه مَعرٍفته إلا من طرف المُلحقين به غير تابعين لحكومة حالية أو ما سبقها من حكومات ، المجمَّعين في سرية لا تشبهها في التشديد عليها إلا اجتماعات المجمع الماسوني الأعلى ، لتفريغ القناعات وتركيز الأهم منها على ما يُقارن بحصاد المعلومات العامة الواردة من كل موقع موضوع تحت المراقبة المستمرة ليل نهار في المغرب  فيبقيه كما هو ، ومن خالف المقاييس يصدر في حقه ما ينعكس كشبه أزمات تكرِّس إهمالاً مسلَّطا بإتقان ليسقط اللوم على الجهة أو الجهات المقصودة المؤدي بها جميعاً إلى إصلاح أنفسها بأنفسها أو مواجهة مصير لا يُحسد عليه أبداً ، قد يكون الموقع مدينة ومنها على سبيل المثال مدينة "القصر الكبير" التي منذ فترة طويلة وهي تُحَارَبُ مِن لدن مجهول كما ظن البعض، والغرض إفراغها من كل نبوغ فكري يتمتع به أبناؤها على مَرِّ التاريخ ، وإلحاق كل مُختار عن قصد غير مرئي ، ليُساهم في تأخيرها أو على الأقل جعلها لا تبارح قدراً معينا من أي شيء مباح ، بل وإفساد سمعتها باحتضان مروجي المخدرات سلعة أو إنتاجا ، مع تحويل تجارتها في المجمل إلي العناية بما كان يُهرَّب من "سبتة" أو "جبل طارق" ، إضافة إلي إغراق ظلمة لياليها ببائعي الخمور وحتى الفاسدة منها ، مع تكوين عصابات لا تعترف بقانون ولا ترحم شرف وعرض َمن يقع بين أيديها ، وهناك العشرات من الأدلة التي استطعتُ الحفاظ بها مدونة فوق ورق مُقَوَّى يتحدى مرور الزمن ، قادرة على وضع النقط على الحروف ، ليعلم من كرسوا ما كرسوه لمحاربة مثل المدينة وأخرىات بعدها (الآن العاصمة العلمية فاس) ، أنهم خاسرون لجهلهم عظمة "القَصْرِيّيِن" الذين حافظ من حافظ منهم على عزة وكرامة وسؤدد وتاريخ "قَصْرِيَتِهِ" المجيد ، ليَظْهَرَ مهما قرَّر  وإظْهَار ما يودُّ إظْهاره وهو أكثر إصراراً على خدمة الحق والحقيقة لاسترجاع اعتبار هذه المدينة المزدحمة بمقامات أولياء الله الصالحين ، وقامات المناضلين المجاهدين الملقنين اسبانيا والبرتغال دروسا في نصر الإسلام والمسلمين منذ قرون كما شهدت على ذلك الخالدة في أذهان المهتمين جيلا بعد جيل عبر المعمور معركة وادي المخازن المباركة أحب مَن أحبَّ وكره مَن كَره ، و"القَصْرِي" الحُر عادة  لا يُقرِّر حتى يُفَكِّر، فإن انطلقَ لتدبير ما للوفاء بمثل العهد يشير ، لا يخشَى وهو على حق لا كبير حليف الباطلِ ولا مقارن نفسه مع القصر الكبير إذ مهما ضخَّم نفوذه السلطوي  فهو ذاك الأصغر من الصغير .  

  مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

سفير السلام العالمي


الاثنين، 7 أبريل 2025

المغرب وجل الشعب غاضب / 1من5

 

المغرب وجل الشعب غاضب / 1من5

مدريد : مصطفى منيغ

الغِطاءُ سميكٌ خشنٌ مُركَّبٌ من طبقات ، حتى لا تنفذ أضواء الحقيقة من مكمنها المُحصَّن مِن الأعلَى بما ذُكِرَ تخاطب بأوضح البيانات ، مَن بَالَغُوا في زحزحة الباحثين عن فجوة أمل لا يجدون غير التمسك بها لتحويل حالهم لما يكون العيش الكريم مضمون قي رحاب  لا تقربها منعرجات ، مَن لمداخل بعض الطغاة منتهاها بعد الوثب على أسلاك شائكة مكهربة تحرسها طوال الوقت أحدث الكاميرات ، المُراقِبة زيادة في الاحتياط  بسلسلةٍ مِن الإجراءات ، الفريدة من نوعها تُحتِّم التحرُّك لمن يسمح له التحرُّك بجانبها بغير إبداء قلق أو امتعاض أو تدمُّر بل بإظهار ولو صُفْرِ الابتسامات ، وبهذا المغرب (لمن لا يعرفه وما أكثرهم خارجه) مُقَسَّمٌ على ثلاث أشْطُرٍ الأول مكدَّس بالملايين ذكوراً أقلّ مِن الإناث إن توفَّرت في ذلك أصدق الإحصائيات ، أحسنهم مَن يعيش يوماً بيوم دون مَدِّ اليد اعتماداً على أي وسيلة وإن كانت مُتاحة سليمة تظل دون مستوى تغطية كل النفقات ، ضماناً لحياة في أدنى مراتب المتطلبات ، تحكمهم القوانين الصارمة وتنغِّص مقامهم عيون خفية موزعين أصحابها داخل مرافق قد لا تخطر على البال المتباينة الاختصاصات ،  داخل أزقة أو شوارع أو أضيق الساحات ، ومخافر شرطة لا يهدأ طنين مسيَّراتها الأرضية البشرية السريَّة كسياراتها العادية  المحمَّلة ببقايا بشر كل التهم جائزة لإدخالهم سجون تأديب كأفضل الاختيارات ، يرتاحون معها للقمة تبقيهم أحياء وشبر من أرض لكل منهم تتقمَّص أجسامهم شكل مساحتها مهما ناموا وسطها هم مستيقظون للدفاع عن أنفسهم من أذى مَن هم الأقوَى والأفتك المتروكون ليفسدوا ما هو أصلا فاسداً بفسادٍ تعافه حتى الحيوانات  ، أما الشطر الثاني عطر الدائم الخُضَرَةِ يفوح  عن بُعد من إقاماتهم السكنية المفروشة أرضيتها على طول وعرض البصر ببساط عشبٍ ينمو رغماً عن أنفه بما يُسلَّط عليه من كيماويات ، تسمع أقل القليل من لغة الضاد منطوقة بين نزلائها السابحين في أنهار من حليبٍ وعسل تُحاط بهم كل أنواع الكمليات ، العالم واضع مركباته المُباعة حسب الطلب مُقدَّمَة مِن طرف مبتكرين أجانب لمثل الصناعات ، ألمحوَّلة بالعُملة الصعبة لتضخيم مصارف دول متقدمة تقتات بواسطة المعنيين من حديثنا هذا المُسَيْطَرُ عليها لتبقَى مدوَّنة في قائمة الفقيرات المعدمات ، قوم هذا الشطر اقل ما يقال عليهم يقارب وصف الطفيليين الخاضعين لمعادلة لا تقيم لمن دونهم أي اعتبار ولا الاشتراك معهم في أي من المواصفات ، وُجِدُوا ليحتلُّوا الصدارة في الاستغلال المفرط لكل شيء من المهد إلى اللحد من المعادن الثمينة إلى ما يستخرج بها ألي جيوبهم مباشرة من معدات ، لهم الشموس الاصطناعية والأقمار الحاضرة في وجوه جاريات عاملات قهرا على تنوير ليالي مرحهم المرخص بما يُمارَس أثناءه لجل المحرمات ، ولهم العيش الرخيص مهما تصاعد ثمنه عكس باقي البشر الطبيعيين إذ لا يقنعون باللذات المُتعارف عليها بل يجلبون ما ابتدعته ألْباب شياطين الإنسْ عبر مجونٍ يتقربون به لما وراء الخيال في اندماج فظيع مع أتفه التفاهات ، وهم غير راضين بما حصدوه من غير زرعٍ وحوَّلوه يومياً للدولارات ، بل يرغبون امتصاص المزيد حتى إذا ضاق بهم المقام في هذه الأرض لهم في أراضي الغرب والآخرين عبر الكرة الأرضية ما ابتاعوه ليتحصنوا به ساعة الغضب الأكبر الجاعل من الشوط الأول لا يقف بمن فيه إلا فوق مقراتهم الفاخرة تلك يحولونها لمصحات استشفائية ومدارس تعليمية من الأساسي إلى الجامعات ، ذلك أن الوطني لا يفكر إلا في مصلحة تنمية الوطن وهذا الأخير لن يكون كما يجب حتى يضمن وجود مثل ذاك الوطني كإرادة الإرادات ، عكس أناس استطاعوا اعتلاء ظهور الأبرياء النكساء ليجعلونهم عبيداً  حالهم أسوأ من عبيد فراعنة أشرس وأكفر فرعون ملعون الأرض والسماوات .

الشوط الثالث منفذٌ تابعوه للسياسات الرسمية أكانوا كبعض أحزاب المنزوين داخل دورِ غير صالحة لتكُون لمثل النشاط السياسي مقرات ، وإن كانت مأجورة بأموال دعمٍ حكومي يَبقَى المنتمون إليها إن كان لها أكثُر من أمناء عامين وبضع أفراد موضوعين كواجهة في قائمة الحضور خلال بضع مناسبات ، وما هم غير كلام مُضاعَف لتكراره ضعف شعارات تُعدُّ بالنسبة للتوقيت الآني من المتجاوزات ، الضاربة عرض الحائط حتى القوانين المنظمة لمثل الأحزاب غير خاضعة أصبحت لا لمساءلة عمَّا تتخذه من آليات ، لتغطية فشلها مهما كان الواجب فارضاً عليها الكثير أو على الأقل القليل من المشاركات ، لتوعية المواطنين بأبعاد الأحداث المُعاشة وطنيا أو دولياً وما يتبع ذلك من توضيحات ، تُؤسَّسُ على ضوئها مواقف مُعبِّرة عن نبض الشعب وما يود تفعيله مِن اختيارات ، أحزاب فاقت الثلاثين بسبعة أو أكثر  فليت الدولة تَوَقَّفَت عند السبعة واعتبرت الثلاثين مِن مستملحات الذكريات ، أراد بها النظام أن يعاند الديمقراطية الغربية ويتفوَّق عليها بمثل وفرة المشبَّهة بالدكاكين السياسية الناشطة في بيع ما يمتزج ومهرجان فلكلور الانتخابات ، المسجِّل بعدم الاكتراث الشعبي له شكلاً ومضموناً أعلى الدرجات . هناك أحزاب قائمة على احترام القوانين المؤسسة بموجبها لتأطير عامة المواطنين للمشاركة قصد الحصول على تمثيلية داخل مؤسسات لها مسؤولية المراقبة فالدفاع عن حقوق الشعب لكنها محاصرة بالعديد من الاكراهات ، ومنها التقيد الضمني بما يريده النظام أن لا تتجاوزه مهما كانت الرغبات ، الملحة لادراك التغيير الايجابي القائم على تجديد ما طالته أقدميه لم تعد مواكبة سمة التطور السياسي في قيادة شعب حديث التطلعات لما اكتشفه من ثرواته القادرة حسب قناعته أن تجعله أحسن مما هو عليه أكان القصد اقتصادياً بكل تفرعاته أو تصرفاً مُمارساً عن طريق ديمقراطية كديمقراطية وليست غطاءا هشا من برد الانتقادات ، الغربية المدقّقة في المستوى المعيشي للمجتمع المكيف والملتحم مع حقوقه كاملة مهما كان المجال المرتبط به يوميا على أصح التقديرات ، هناك أحزاب متمكنة من تجربة خوض ما تراه الدولة لزاما لجعل مؤسساتها الاستشارية الرسمية قائمة بشرعية ثابتة لا تجديد فيها لتبقى مسايرة لعمق نظام ينشدُ البقاء بكل لوازمه المتوارثة حرفياً منذ زمن تليد الحساسيات ، دون التفريط في أقل عادة من عاداته المتشبث بها طوال سنوات وسنوات  ، ولو أوجدتها ظروف لا صلة لها (من حيث التطابق) بالظروف المُعاشة حاليا دون الحاجة لمزيد توضيحات ، ممًّا يجعل مهمة الأحزاب ذات المصداقية الوفية لمبادئ معينة واجدة في مثل الالتزامات المدونة بإسهاب في النص الدستوري المعمول به مرجعاً ضرورياً في جميع الحوارات ، ما يعرقل نضالها كما ترتضيه الإرادة الشعبية فتكون منساقة لمسايرة وجودها بما تحتاجه وألِفَته من النظام الحاكم كدعم المعتبر العمود الفقري لكيانها بالكامل وليس لجزئيات ، ولولاه لانهارت وتبخرت وأصبحت خبراً لشيء منقرض تماما كأسوأ النهايات ، هي أحزاب تقليدية بعضها عمَّرت منذ استقلال المغرب إلى الآن مضاف إليها أخريات ، معاصرة لحد ما تشق طريقها لفرض الذات ، وناجحة في ذلك حتى الساعة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر المقصود حزب الحرية والعدالة الاجتماعية الذي يقوده الشاب الأستاذ عمر الموساوي بأسلوب حداثي يطل إن تُرك على العصر بما يؤكد أن السياسة الحزبية المطبقة بمثل الاجتهاد المبتكر قد تتفوق على مثيلاتها في البلاد المتقدمة كألمانيا ودول أخرى يضيق المجال على ذكرها بكل العناوين أو المسمَّيات ، لتكريس أفكار تقرب  أطوار ومقاييس المسافات ، بين الرغبة في الحفاظ على التراث السياسي الحاكم وإقباله على التقرب من رؤية قائمة على أسس من المعاملات ، المضبوطة بقوانين تبسِّط الإجراءات دون التعصب لما يخيف التقيُّد به تحقيقا لمفهوم تغيير المنكر على درجات ، الصاعدة من أدناها إلى أقصاها عن حكمة لها ما لها من أهمية استمرار الحياة خالية من  عقد التعقيدات ، وما أكثر السياسات الحزبية المصطدمة بمثل التعقيدات الجد معقدة عن عصبية أو التمسك بالحل الوحيد المنفرد لتجاوز جل التحديات   .  

  مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

سفير السلام العالمي

الأحد، 6 أبريل 2025

البون شاسع والحق لغير ذكر الحق مانع

 

البون شاسع والحق لغير ذكر الحق مانع

مدريد : مصطفى منيغ

... المقارنة مهما حاولتُ تلفيقها انحيازاً للمغرب ، لن يصدقني فيها عقلي مهما تدخَّل حنان الانتساب لمسقط الرأس ومرتع الصبا وسجل الذكريات المرة كالحلوة ، لن يجدَ ضمير قلمي نفسه إلا صائحا " البون شاسع والحق لغير ذكر الحق مانع " ، وهيهات اللِّحاق بمن خبَّروا الحياة مِن جانبها كمسؤولية إضافة الجَيِّد ، ليتطوَّر مع الاستمرارية وهو أجْوَد ممَّا به جاد . حِقبٌ تفصل ذاك البلد عن هذا ولن يزيد المغرب ما دَأَبَ على تكراره لتحيا قِلَّة محظوظة فيه ، إلا انعزالاً عن سبل التقدم الحقيقي كدولة ، فارزة نتاجاً قومياً محكوماً بإرادة شعب لا مكان لفئران النهب حتى بالقرب منه يغامرون ، بالأحرى الغوص في عمقه محوَّلين جزءا منه لمصالحهم الذاتية ، مثل التصرفات لم تعد جائزة ولا مقبولة وللمغاربة الحق في رؤية الإصلاح يدب أينما تواجد نفوذ المسؤولين عن تدبير الشأن العام ، انطلاقاً لتلبية ما يريد العصر من ضبط شفافية يتساوى في محيطها الأصغر رتبة بالأكبر ، وصولا لانجاز وسيلة حكم تعادل بين مطالبة الجميع القيام بالواجب على الوجه الأكمل ، مع منحهم الحقوق ومنها التعبير الحر عن الرأي ، والمشاركة في البناء الأقوم وفق ديمقراطية تشجع الكفاءات على التنافس البريء مهما كان المجال المعني ، والحد من دكتاتورية القرار الصادر عن إتباع سياسة رسمية قائمة على ترسيخ عادات لم تعد مسايرة للخروج من حصار مراتب العالم الثالث الموصوف بالفشل في تحقيق تنمية تتساوى فيها الاستثمارات العمومية بالتوزيع العادل للثروات الوطنية ، التي بقدر ما هي متوفرة لا يعرف معظم الشعب عنها أي شيء ، لأسباب لم تعد كفيلة بتكميم الأفواه ، وعلى ضوء ذلك هناك قناعة جماهيرية كي ترفع تلك "القِلَّةّ" المتحكِّمة في كل شيء اليد ، حتى ينأى كل اصطدام خطير بين قطبي الدولة ، فينهار ما صَبِرَ المغاربة طويلاً على إبعاد أي فكرة تُصوِّرُ بالواضح وليس المرموز ، ما قد يحصل بعد ذلك ، وخاصة في هذه الظروف وبعض الدول الكبرى التي أصبح الحنين لاستعمار غيرها من الدول الصغرى  يلوح بقوة ، ولا مناص من الحيطة والحذر ، فلا أحد يرغب في الوصول لمرحلة يأس تُطِلُّ في الأفق أصبحت ، إن بقيت الأحوال في المغرب على ما هي عليه للأسف الشديد .

صراحة المقارنة ولو مع ربع ما أراه الآونة في مدريد ، تُبعد المغرب بأطوار عن جواهر البنيات التحتية للتقدم ، وحتى المظاهر السطحية ذات القيمة الأقل أهمية غير قابلة للتطرق فيها ، إذ ستكون اسبانيا في مضمونها أيضا رابحة ، وتلك علامة تؤكد أن الخطوة الأولى والأساس لم تُتَّخذ بعد من طرف حكام هذا البلد ، مادام في المغرب ومنذ زمان عقول لمغاربة يُضرب بكفاءتها المثل المحمود في الغرب معطَّلة ، وهي قادرة على سن ما يُمَكِّن من وثبة مباركة تُسرعُ بما يضَع الدولة المغربية على سكتي الخروج ممَّا تُعانيه مع الحصول عمَّا يعينها لتكون أهلاً للمكانة الإستراتيجية التي تستحق عليها التمتُّع بكلمة مؤثرةٍ في السياسات الدولية الكبرى ، وأن يكون شعبها مُسترجعاً ثرواته من سيطرة المسيطرين الذين شبعت المصارف الأجنبية المميَّزة من أرصدتهم ولم يشبعوا بعد ، كأن المعرب وُجد ليزرع ويتعبَ ويشقَى ويحصدون عرقه الذي هو عرق المغاربة بجرة قلم ، تزيح من مضمون التعليمات أي رقابة عما يحدُّ مما لا يمكن وصفه إلا بالنهب و حرمان المغاربة من أرزاقهم المشروعة ، باستعمال ستائر فولاذية نافذة التدخل تحجب إقلاع طائرات وإبحار سفن وقَطْع شاحنات مهما كان موقع انطلاقها من بعض عواصم الجهات إلى نقط عبور ، والمخابرات الاسبانية أعلم بالفاعل تُحرِّر في شان ذلك محاضر وتقارير صالحة في وقتها ما ، لضمان خروجها من مفاوضات مهما كانت منتصرة كما تريد .

... طبعا خضراء العينين العزيزة "كارمين" بجانبي وبعض الإخوة والأخوات من منظمة حقوقية كلنا منها ، أسبان وبلجيكيين وهولنديين ومغاربة مهتمين بالشأن المغربي بل ينشدون التخصص فيه  المتصلين بها  نناقش ، تحاولُ تلطيف الجو حتى أقتنع بالبقاء معها في مدريد ، خاصة وقد لمحت من لهجتي عدم الارتياح والوطن الذي نحبه لا زال على نفس منوال تفقير الفقراء وتضخيم ما يُضخِّم غنى أناس توهموا أن المغرب ضيعة في ملكهم الخاص ، وسِواهم من الغنم والبقر والمعز وكل ألِيفةٍ قابلة لإنتاج ما يصب في جيوبهم  . لا مدرسة عمومية في المستوى بنايةً وصيانةً وتجهيزاً تليق بجيل صاعد من أبناء المغاربة الشرفاء ، ولا مستشفى يصون كرامة المريض ويعالجه بالمجان لضيق الحال المادي لجل المغاربة الموقرين المعتمدين على الحلال ، وأشياء لا حصر لها من السلبيات ، لا مجال لمعالجتها بما يضمن التحول إلي الايجابيات نفعاً للبلاد والعباد . بالتأكيد تربطني وهذه المرأة التي أحببتها منذ اليوم الأول الذي التقينا فيه وأنا في برشلونة ، أتهيأ لشق الطريق بعيداً عما شعرتُ به من ضيق تنفُّسٍ لحريتي كانسان ، يناضل من أجل قيمٍ تشبَّث بها حالما اقتنعَ أنها تناسب كيانه وتشعره أنه سيد نفسه قولا وفعلا ، وأن نجاحه لن يكون إلا خارج المغرب ، حيث الديمقراطية وتقاسم الإنسانية بكل ما تتضمنه من إنسانية ، الأحسن الأفضل فيها مَن يشتغل ويجتهد ويخطط لنفسه ما يرضاه لها ، من غدٍ يضيف لمعرفته وتجربته ما يغنيه عن الآخرين مهما كانوا ، مع تبادل الاحترام لاحتيارات مَن أحيا وسطهم ، مهما كنتُ في ديار الغربة عير بقع معينة من العالم ، أحببتُها وهي طفلة لا يمكن لملامحها إلا أن تكون من بذرة إنسانية اسبانية أصيلة ، فكبِرت ماسكة يدي أينما اتجهت رغبتي بعد ساعات العمل ، والدراسة التي قررتُ أن أكون بها صحفياً ، ومنذ تلك الفترة المبكِّرة من حياتي وأنا لا أجد راحة ألا بحضورها ، ولا أتذوق أي سعادة إلا وهي تمعن النظر في محياي ، فأنفذ بروحي إلى أعماق أعماق مهجتها النقية ، لاتعرف على الأنثى بما تدمر وتجهر به رفيقة درب مفعم بنضال شاب متحمس ، يحمل هم الكتابة الصادقة معبراً عن طموحات مجتمع وجدتُ نفسي غارقاً في احترامه  ، لأنه بالفعل يستحق الاحترام ، وبخاصة وسط عائلة كارمين الكريمة الطيبة ، التي أحبتني حباً في حبِّي لابنتها الوحيدة ، التي التصقت بي ككل شيء ، إن فقدتها يوماً واحداً فقدت كل شيء ، وتلك سمة عشق طاهر نابع من نبض فؤاد وتحليل عقل وترخيص ضمير ، فكنتُ بهذه النعمة متكامل الرغبة في تأسيس عالم خاص بي كله أمن ومودة وسلام  ، وتحصيل علم لا يُقدَّر بثمن ، واكتشاف عظمة اسبانيا الدولة والشعب ، مطَّلعا على تاريخها المجيد ، متابعاً حضارتها أولاً بأول عن طريق قراءتي لكتب مكَّنتني منها والدة كارمين ، التي كانت تذكرني إن كنت أطمع في معرفة كارمين حتى لا أفرِّط فيها ذات يوم , عليى أن أطلع على اسبانيا ذاتها  التاريخ والمجتمع ، والباقي أتركه لهذه المرأة الممتازة بامتياز . فكانت "كارمين" ولا زالت بالنسبة لي هي أسبانيا بمدنها وأريافها هضابها وسهولها و0لغتها وعاداتها وأعرافها ، وكنت بالنسبة إليها الرجل الوحيد في حياتها حتى الآن ولا أحد ملا اهتمامها في شتى مراحل عمرها غيري ، افترقت عنها أو اجتمعت بها دوما محتفظة بي بما يليق والحب الكبير والمثالي الجامع بيننا ، وهي تطالبني اللحظة بالبقاء في مدريد لإحساسها أنني في حاجة إليها أكثر من أي وقت مضى لارتاح من التفكير فيما آل اليه المغرب من وضعية اجتماعية خانقة ، فتبدو دولته  كتلك التي لا تحترم جمالها الطبيعي فتريد تسليط كل المساحيق على واجهتها السطحية ،   لتبدو في نظر غير العارفين بأدق واقعها ، أنها الحسناء دون منازع ، فإذا بها تساهم في تعميق الفجوة بنها وبين ذاك الجمال ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي  .

 

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

سفير السلام العالمي

المغرب ليس كما يجب

 

المغرب ليس كما يجب

سبتة : مصطفى منيغ

لم تكن حكومته على وفاق مع جل الشعب ، ركبت موجة التسيير وفق منهج مغاير يكرِّس فاقة المجتمع من أجل رفاهية حفنة من المحظوظين كره مَن كره وأحبَّ مَن أحب ، بالتأكيد الجميع يعلم أنها ناجحة في أعين من يسيِّرها ربحاً لوقت يكسب لأصحابه ما يساوي قيمته الذهب ، بأسلوب إلهاءِ حتى الواعين بما يُنجز من تزيين بعض المدن ليُقال أن الحكومة قائمة بالتغيير نحو المطلوب الأرْغَب ، وأحسن ما يُطبَّق على الفاعل المثل الرائع الناتج عن دقة التعبير لدى الأجداد مَن لمغرفة الحقائق على طبيعتها كانوا أقرب ،  "أيها المُتقن للباسك مِن الخارج كيف حالك مِن الداخل والجميع مَن حولك بئيسٌ مُتْعَب  ، تزيين الجدران يريح الأبصار لكن لا يُغذِّى الجياع عملية مفهومها السياسي تصديق الكذَّاب ، بما يثرثر به عبر شوارع عواصم إقليمية معيَّنة شفهياً وليس تلاوة موضِّحة موثَّقة المعلومات على ورق التاريخ كَتَب ، هناك قلَّة في ضوضاء مُرَخَّصٍ مُفتعِلٍ لبهجة مزوَّرة تصفِّق  ولا تعني شيئا بالنسبة  لجمهور من الغاضبين أوسع وأكبر وأغلَب ، ما زال الصبر يصبِّرهم على تحمُّل علّة مثل المعادلة غير المنصفة إلى أن يستفحل أمر علاجها فينهال بالجزاء الصارم  على رؤوس المخطئين المعروفين ينكب ، المتجاهلين أن للشعب كلمة متى نطق بها لن تقدر الدولة على تغييرها بما يتضمنه دستورها من مؤسسات على الورق شيء وفي الواقع المُعاش آخر ليس لمثل الشعب المغربي العظيم أنسَب ، ولا لطموحاته ومنها تحكيم العدل العادل والأخذ بديمقراطية التدبير السياسي العام ومراعاة مع احترام حقوق الإنسان في أي ميدان ذاخل جو مُطبِّقٍ للقوانين مستقر هادئ الجل فيه موزون مَحْصِي مُرَتَّب .

... الحكومة مؤدية دورها كمشرفة على تصريف  الأعمال ليس إلا مُعطَّلة بتنفيذ التعليمات موضوعة في الواجهة لامتصاص الصدمات متى حصلت ومدخل عالم يصغر على المتمعن داخله بتفكير مضاد فُتعلق عليه كل الأبواب ، ومتى ناشد النجاة قد يجد نفسه داخل زنزانة يتذوق ألم تطفله بأشكال مدروسة من العذاب ، لذا التعامل مع هذا الجهاز يتم بالانحناء للتحية المتطورة للركوع فالسجود حسب المقامات وإلا جانب المعني بعير ذلك الصواب ، فيتعرَّض لتسليمه ككبش فداء لتهدئة غليان الشعب معلق على رقبته ملف كأنه مصدر ما يُلاحظ على هذه الوزارة أو تلك  من خراب ،  فأي حكومة هذه كلما اجتمعت في مجلس وزاري لا تنهيه إلا والارتعاش لغالبية مكوناتها قد أصاب ، فلا نقاش ولا رفع صوت أو يد ولا مظهر يدنو  بها للاكتئاب ، أدب جَمّ صادر عمن خارجها يصرخ بقلته عن غرور ومَسْكَنة كتلك الملتصقة بالعبريين الممتلكين القدرة الفائقة للحصول بها على مآربهم مهما عصت ولعرقلتها المحال انتدب ، أشياء وأخرى أكثر مدعاة للحيرة والتعجب موصوفة بها مثل الحكومة المكونة من بضع أحزاب ، لا ولن تمثل ولو في الخيال مطلق  الشعب مهما حظيت بأغلبية المصوتين لها عن طريف الانتخاب ، ما دام المنتخبون جميعهم لا يرقون بدورهم لنسبة مصداقية هذا التمثيل لأقليتهم الجد قليلة بدليل التدقيق في الحساب ، فهي أقرب لتمكين المتحكمين خلف الستائر لتكون حاضرة لتطبيق ما يجب تطبيقه إنجاحا لسياسة رسمية معينة لا حرية لإبداء الرأي فيها والخارج عن ذات القاعدة مصيره ألأسلوب السري من العقاب ، أحياناً ما يكون بعيداً عن سماع أي استفسار أو سؤال مع انعدام الجواب . وهنا يكمن ما يُبعد أي نضال مشروع عن مساره الحقيقي مادام الإصلاح لن يتحقق بالمألوف من عناصر أغلبها مخترقة عاجزة تماماً تحت أي عنوان أخذ زمام أي مبادرة ولو سلمية دون اتهامها بخدمة مصالح مَن هم عن الوطن المغربي أغراب ، ومهما تكرَّر ما طُبِّق على هذا البلد من تجارب أبطالها رواد التحكم في منابع خيرات المغرب سيظل الشعب مقيداً بما له من قليل انتظاراً لفرج الخالق الحي القيوم  ذي الجلال والاكرام سبحانه وتعالى القادر الوهاب ، ليصبح المغرب بما فيه وما عليه كما يحث على ذلك الواجب بما يجب .

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

سفير السلام العالمي

في مسقط القناع ساقط

  في مسقط القناع ساقط مدريد : مصطفى منيغ تم اللقاء المبدئي بعيداً عن أي تشنج بل في جو ترفرف عليه الراية البيضاء المرفوعة   من لدن الطرفي...