في مسقط القناع ساقط
مدريد : مصطفى منيغ
تم اللقاء المبدئي بعيداً عن أي تشنج
بل في جو ترفرف عليه الراية البيضاء المرفوعة
من لدن الطرفين ، عسى الخروج من طول مرحلة احتوت من المآسي ما مَلَّت
بمعايشتها رؤوس الدولتين ، محرِّكة بإزعاجٍ خطيرٍ الانتباه المُنَبِّه عن بُعدٍ
لوضع خِطَطِ هَجمَتين ، متبادَلتين ،
تُعرضان حكماء البلدين لمسحِ أي حِكمة اجتهدوا للتَّمَيُّزِ بها أكثر من عقدين ،
تُمْسَحُ من عقولهم في أقل من ثانيتين . تَمَّ اللقاء ولو في غرفتين منفصلتين لكنه
كان مثمراً على الساحتين ، لتتخلصا مع تطور المفاوضات الجارية من توترات مصبوغة
أحيانا باللونين ، أسود اللاَّتفاهم العقيم و أحمر دم التقاتل من سنين . يقود
المفاوضات من هذا المستوى السيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية للجمهورية
الاسلامية الإيرانية على رأس وفد هام من الخبراء الإيرانيين ، بينما يرأس السيد ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي لمثل
المهمة صحبة وفد من المسؤولين الأمريكيين ، بالتأكيد سيطال الكلام البرنامج النووي
الإيراني العمود الفقري لكل اتفاق مستقبلي قد يقع ينهي معاناة الشعبين ، ومن
خلفهما إيقاف ما يجري في منطقة الشرق الأوسط عامة
وخاصة المعنيين ، المملكة السعودية والمتشبثة بذيلها الامارات الغير
المرتاحين ، لما قد يذهب اليه رئيس أمريكا
ترامب من تفاهمات تعطي الأمان للإيرانيين ، بعدم التدخل فيما يخص قضاياهم المعلقة
ستظل مع السعوديين ، مَن حتى الساعة لإفشال مثل المحاولة التي ادخلت عاصمة سلطنة
عُمان تاريخ الصراع بين قطبين ، عربي / فارسي عن أمرٍ ما خطير وحيثياته بقيا
متخاصمين ، فإن نجحت المفاوضات وهذا ما يرغب فيه الجانب الأمريكي لما فيه إنقاذ
إسرائيل مما أصبحت غارقة فيه من الرُّكنين ، العسكري المتقهقر وإن غطت حكومة
نتنياهو مثل الحقيقة حتى على أقرب حلفائها والاجتماعي المنقسم على ذاته لشطرين ،
الأول ينشد المغادرة ما دامت دولة إسرائيل لم تحق >ق
لملايينه من اليهود الاستقرار الموعود لسببين ، سوء تدبير سياسة استعمال القوة
المفرطة للحصول على طرد الفلسطينيين من ديارهم بغير حق ولو على دفعتين ، فتوسيع
نطاق حربها ضد العرب لتشمل دول فلسطين ولبنان وسوريا واليمن بما يعني الاستمرار في
مثل المحنة لجيلين قادمين ، أجل التفاهم الأمريكي الإيراني تحصد مفعوله الايجابي
إسرائيل قبل غيرها بالإبقاء على المنتسبين والمؤيدين والمساعدين لها مُتَّحدين ،
ثم إيران التي قد تحقِّق أمنيتها في امتلاك القنبلة النووية لتبرير كل مواقفها
السابقة القائمة على الصواب أو الخطأ لإرضاء معارضيها المحليين ، فتحوِّلهم إلى
المشاركة العملية لما تتطلبه مرحلة ما بعد انجازها مثل الانتصار النووي وهم لها واستقرارها
مِن أقوى المساهمين ، أما الخاسرة الكبرى فستكون المملكة السعودية لتتصرَّف بما
يغضب عنها لا محالة الولايات المتحدة الأمريكية فتكون إن الفاعل حصل حافرة لنفسها
والامارات كنظامين قبرين لبعضهما البعض متلاصقين .
السبت 12 أبريل سنة 2025
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير
اعالمي لحقوق الانسان في
سيدني – أستراليا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق